مولانا القطب إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي رضي الله تعالى عنه
نسـبه:
هو مولانا القطب العالم العارف المجاهد سيدي الشيخ إبراهيم الخليل بنعلي الشاذلي، وهو صهر سيدي أبي عليان وزوج صغرى كريماته، التي بلغت درجةالولاية الكبرى مع صحـة الكـشف واستـجابــة الدعـــوة، وهي ( الزهراءفاطمة النبوية رضي الله عنها)، وهي دفينة ضريح المشايخ .
ويتصل نسبه بالإمام الحسين من الأب، وهو من الأم صديقي بكري، ويتصلنسبه من جداته لأبيه وأمه بالسادات المسلمية، والأسرة الهاشمية والأباظيةبالشرقية .
حـياته:
وكان من رجال الأزهر، وكبار دعاة الشاذلية الشرعيين، ولكنه لم يحترفالعلم ولا التصوف، وكان مع التدريس والدعوة يتاجر في الحبوب والفواكهوالأخشاب، وينفق على الدعوة، حتى ورث الغوثية الكبرى بعد ما عانى منالشدائد ما عانى في سبيل إصلاح التصوف .. من طريق أبي عليان إلى ابن ناصرإلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .
جـهاده:
ثم انقطع نهائياً إلى الله بعد أن شارك في خدمة الدين والوطن، ورفض أنيجدد له الخديوي بيته المتواضع ببولاق مصـر، أو يقبل هدية قطعة أرض (بشبرا بهتيم )، كما فعل شيخه وصهره أبو عليان، وقد حقق النسابون أن قبيلتيالشيخ أبي عليان، والشيخ إبراهيم في الأصل أسرة واحدة هاجرت من جزيرةالعرب، ثم أصبحت فرعين أحدهـما بالشرقية والثـاني بالصعيد ..
وقد عاش رحمه الله بلا دعاوى ولا تهاويل ولا ادعاء التصرف في الكون، بلكـان متـواضـعاً، كأنه مريد مبتدئ مع عظيم قدره الديني والدنيوي .
مصنفاته:
كان بالإضافة إلى مجالسه العلمية ومذاكراته مع إخوانه له عدة رسائل منها :
1) هذا هو دستورنا ( من خصائص إخواننا في الله ) .
2) قانون الإخوان . وهما مطبوعتان ضمن كتاب ( البيت المحمدي ) .
3) رسالة الإقناع . في الجمع بين الفقه والتصوف السليم على مختلف المذاهب .
4) خلاصة التحقيق . وهما مطبوعتان في كتاب ( المرجع معالم المشروع والممنوع من ممارسات التصوف المعاصر ) .
5) شرح التعاليم العشر . وهي رسالة مخطوطة .
وللشيخ رحمه الله شعر قليل جيد مبارك يشع من كلماته النور، تجد بعضاًمنه بهذه الترجمة، والباقي متناثر في دواوين الإمام الرائد المخطوطةوالمطبوعة، وفي القديم من أعداد المسلم .
وكان للشيخ مقالات في الصحف والمجلات السيارة في عصره، ومن أشهرهامقالاته عن التداوي بالقرآن، وقد طبـع جــزء منها في الطبــعة الرابـعة منكتـاب ( الإسكات بركات القرآن على الأحياء والأموات ) للإمام الرائد (مطبوع ).
عبادته:
وكان ينقطع إلي الخلوة أحياناً طيلة شهر رجب وشعبان ورمضان، وأحياناًالعشر الأواخر من رمضان فقط، وكان لقاؤه اليومي لزواره بعد العصر، ودرسهالديني بعد المغرب، ومجلس الذكر بعد العشاء وبعد الفجر، وما دون ذلك فهوخاص بعباداته ومراجعاته العلمية وشخصياته، لا يفرط في هذا النظام أبداً .
دعوته ووفاته:
وقد سار على المنهج الذي تلقاه عن شيخه، وعمن بادلهم الأوراد والأذكار،من كبار الصوفية الواصلين في وقته، من كل مشرب وطريقة، فقد كان هدية اللهإلى أحباب الله في عصره، حتى لقي ربه، وهو يستعد لصلاة ضحى ( ثاني يوم أحدمن جمادى الأولى سنة 1365 هـ ) بعد نحو ستة وستين عاماً كلها في الله .
ودفن بضريح المشايخ بقايتباي القاهرة، وعند قبره وقبر شيخه وصهره وعمهالشيخ أبو عليان بقايتباي، يستجاب الدعاء، ويفيض المدد، ويكرم اللهالزائرين، وكان أيضاً مجدد عصره في التصوف لا ينافسه في ذلك أحد منمعاصريه .
وراجع ترجمة مولانا الشيخ إبراهيم الخليل موسعة
لفضيلة مولانا الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم في كتابي
( البيت المحمدي ـ البداية ) وغيرهما من مطبوعات العشيرة