الشريف د.محمد علي النجار مشرف
تاريخ التسجيل : 22/10/2010 عدد المساهمات : 29
| موضوع: عسقلان .. صفحة من الماضي المجيد الأربعاء نوفمبر 03, 2010 12:55 am | |
|
[ عسقلان .. صفحة من الماضي المجيد د. محمد علي النجار
size=24]
يحدثنا المؤرخ الصليبي (وليم الصوري) عن حصار الصليبيين لمدينة عسقلان الساحلية التي وصفها بأنها إحدى مدن الفلسطينيين الخمس ، وهي واقعة على ساحل البحر وتحيط بها دفاعات من جميع الجهات ، وكلها مشيدة ببناء صلب ، وملصق مع بعضه بملاط أشد قساوة من الحجر ، كما أن الأسوار واسعة ، وذات سماكة جيدة ، وارتفاع مناسب ، وعلاوة على ذلك ، فإن المدينة مطوقة بتحصينات خارجية مبنية بالمتانة ذاتها ، ومحصنة بعناية بالغة . ويصف أبوابها الأربعة ، والأبراجَ العالية الضخمة ، ويمضي ليقول : " قاومت عسقلان كل المحاولات التي بذلناها ، وأظهرت نفسها منافسة هائلة لنا لمدة خمسين عامًا ونيفًا مضت " حيث سقطت جميع مدن بلاد الشام الساحلية في يد الصليبيين ، فيما ظلت عسقلان عصية عليهم ، لصلابة أهلها وقوة شكيمتهم ، ولا شك أنها كانت تضم بين سكانها الكثيرين من أهل البيت ، الذين كانوا يلجؤون إليها لوجود رأس الحسين ـ رضي الله عنه ـ فيها قبل أن ينقل إلى القاهرة ؛ ولأن عسقلان كانت على مفترق الطرق فيقيم فيها من يستحسنها لما تتمتع به من مزايا ... لقد كانت عسقلان في العصر الفاطمي ، الخط الدفاعي الأخير لمصر ، لذا فقد حظيت باهتمام المصريين على مدى السنوات الماضية ، وذلك من خلال إمداد سكانها بما يلزمهم من العتاد ، والمؤن ، والرجال ، للصمود في وجه الصليبيين . وفي الوقت الذي كان الوزير ابن السلار ، يُعِدُّ الأسطول المصري للتوجه إلى عسقلان المحاصرة من قبل الصليبيين ، قُتِلَ على فراشه بمؤامرة دبرها نصر وأبوه عباس ، فكان ذلك سببًا لانقطاع المدد عن المقاتلة في عسقلان ، وإذا ما أخذنا في الاعتبار ضعف الخلافة العباسية ، والخلاف بين ملوك وأمراء السلاجقة ، وانشغال كل مدينة أو قطر في العالم الإسلامي بنفسه ، عرفنا سبب انهيار المقاومة في هذه المدينة ، وسقوطها في يد الصليبيين ، بعد صمود أسطوري دوخ الصليبيين على حد تعبير (وليم الصوري) نفسه . إذ يختم (وليم الصوري) حديثه عن ثغر عسقلان بكيفية سقوطه في يد الصليبيين ، في الثاني عشر من شهر آب ( أغسطس ) في العام 1154م بعد حصار طويل وقتال مرير وبطولات أبداها سكان المدينة ، إلا المؤامرات والدسائس التي سيطرت على البلاط الفاطمي في ذلك الوقت منعت حكام مصر من مساعدتهم ومدهم بما تحتاجه عسقلان من مقومات الصمود مما ساعد في سقوط المدينة بعد خمسين عامًا ظلت ـ منفردة ـ تقارع الصليبيين وتنزل فيهم الهزائم ، وها هي عسقلان تستعيد تاريخها من جديد وتثبت يومًا بعد يوم أنها ولود قادرة على إنجاب القادة والعلماء والشعراء ، وواحة يتفيأ في ظلالها السادة والأشراف من أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حقًا إن عسقلان عروس الشام ..
[/size] | |
|