قطرات من بحور العربية
العربية بحر لا آخر له .. من يبحر فيها لا يجد لها شاطئًا ، ومن غاص في أعماقها لا يجد لها قرارًا .. لذا ليس من العيب أن يجد المرء نفسه ـ مهما أوتي من المقدرة ـ جاهلاً ببعض دقائقها ، وليس من العيب أن تفوته فائدة من فوائدها ، أو شاردة من شواردها ، أو يضيع حبة أو حبات من لآلئها ، أو درة من دررها ، ولكن العيب كل العيب ألا يحاول المرء تصحيح ما أعوج من اللسان ، أو استكمال ما ينقصه من البيان ما استطاع إلى ذلك سبيلا . ومن الأخطاء الشائعة التي تتناقلها الألسن اخترنا مجموعة هي أكثر دورانًا بين المتخصصين وغير المتخصصين . منها :( عَلاقة ) بفتح العين ، وهذه الكلمة كثيرًا ما نستخدمها في حياتنا اليومية ، وكثيرًا ما نسمعها على الوجه الصحيح ، إلا أن بعضنا يُصر على الخطأ فيضم العين أو يكسرها !! .
( خُطة ) بضم الخاء ، وهي كسابقتها ، قد تعودت ألسنتُنا على ترديدها ، إلا أن عددًا منا لا يبالي على أي وجه يلفظها ، فأصبح من الطبعي عند بعضهم كسر حرف الخاء دون أن يعلم أنه أخرج الكلمة عن معناها إلى معنى آخر .
( مُسَوَّدَة ) ومثلها ( مُبَيَّضة ) وهاتان الكلمتان كثيرتا الاستخدام ، ولكن منا من يلفظهما خطأ ( مِسْوَدَّة ومِبْيَضَّة ) ..
( جَعبة ) بفتح الجيم ، وليس بضمها كما تعودت آذاننا على سماعها ، وألسنتنا على لفظها ونطقها ..
( عرض ) وهذه الكلمة تحتمل أكثر من ضبط لحروفها ، وفي كل حالة لها معنى يختلف عن سابقه ، ومن معانيها :( عَرْض ) : ضد الطول . ( عِرْض ) : بمعنى الشرف .
( عُرْض ) : وسط الشيء . ( عَرَض ) : متاع الدنيا .
ومن الأساليب التي تعودنا على سماعها ، وأخذنا نكررها رغم ما تحمله من خطأ بيّن في التعبير عن المعنى المقصود قولهم : ( وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على ..... ) فالعبارة منذ البداية تحمل في طياتها النفي للأمر المراد إثباته !! والصواب أن نقول : ( وهذا يدل على ...... ) .
ومن الأخطاء الشائعة التي تنزلق على الألسنة :
خِطبة : والصواب : ( خُطبة ) الجمعة ، بضم الخاء .
وِحدة : والصواب : ( وَحدة ) الأمة العربية ، بفتح الواو .
مَتحف ومَناخ : والصواب : ( مُتحف ومُناخ ) بضم الميم في الكلمتين .
باقة من الورد : والصواب : ( طاقة ) من الورد .
مدراء جمع مدير : والصواب : ( مديرون ) .
حَلَقَة : والأفصح في اللغة قولنا : ( حَلْقة ) بتسكين اللام
.مع تحيات د. محمد علي النجار