من أجمل الزيجات التي يذكرها التاريخ ويخلدها .
سنتحدثعن سيدنا وخليفتنا الفاروق حبيب رسول الله وصاحبه في المحيا ورفيقه فيالقبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإبنة سيدنا وإمامنا علي بن أبي طالبرضي الله عنه وشقيقة السبطين وإبنة فاطمة اليوم عن قصة زواالزهراء وحفيدةالرسول الأعظم إنها( أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ) رضي الله عنها ..
فأحسبوالله أن الكتابة عنهم بماء الذهب قليل عليهم .. ولو أن أغلى الدرر منالياقوت وأنفسه من الزبرجد الأحمر والأخضر ارتضت معادنهم أن تسيح وتذوبليكونوا مداداً من النور لما رضوا إلا بان يكتب فيهم سيرة هؤلاء الذينسنعطر ونطرز زاويتنا بقصصهم .. ونكحل أعين المؤمنين السالكين درب الهدىوالنور بذكرهم ..
أولئك الذين يحبون الرسول وآل بيته ويعرفون لأمهاتالمؤمنين قدرهم وأصحابه الكرام مكانتهم رضي الله عنهم وأرضاهم .. فيا ويحقلمي أي عبارات سيسطر .. ويا ويح مدادي أي لوحة اليوم سيرسم ..!؟
•تبدأ قصتنا عندما خطب نفر من الصحابة سيدة النساء فاطمة الزهراء من أبيهاسيد ولد آدم رسولنا عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم .. حباً في رسولالله وقرابته فرفض عليه السلام وقال إنها لصغيرة ..ثم أنه تقدم بعد مدةإمامنا الشهيد علي بن أبي طالب رضى الله عنه فوافق رسول الله وزوجها لهوكان مهر بنت رسول الله درع فقط ! فيا لعظمة هذا الرسول ..ثم أنه كان أكرمزواج عرفه الإسلام ومن ثمراته سيدا شباب اهل الجنة السبطان الشهيدان الحسنوالحسين ثم زينب وشقيقتهم الصغرى أم كلثوم ..
• يحكي لنا الإمام الذهبيفي سير أعلام النبلاء في ج3 ص 500 وكذا الشيخ عمر رضا كحالة في كتاب أعلامالنساءج4 ص255 حكاية ذلك الزواج المبارك الذي فرح به سيدنا علي وفاروقناعمر أشد الفرح فيقول : * جاء الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلىالإمام علي بن أبي طالب وكان حينها أميراً للمؤمنين وخليفة للمسلمين فقاليا أبا الحسن .. إني أطلب منك ابنتك أم كلثوم فقال له الإمام علي ما تريدإليها ؟ فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( كلُ سَببٍونَسَبٍ منقطعٌ إلي يوم القيامةِ إلا سَببي ونًسبي )) وإني يا ابا الحسنأرصد من كرامتها ما لايرصده أحد .. فوافق الإمام علي على زواجه منها ..وخرج سيدنا عمر فرحاً ورجلاه تسابق الريح حتى وصل إلى مجلس المهاجرين منالصحب الكريم وكان مجلسهم بين القبر الشريف والمنبر ــ وجاء في الحديث مَابَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ..يا اللهأي مجلس هذا الذي يرتعون برياض الجنة فيه .!؟ ــ يقول الراوي : فوجد هناكسيدنا عثمان بن عفان ذا النور ين ممن زوجه الرسول بابنتيه والزبير بنالعوام وطلحة .. رضي الله عنهم ، وما هي إلا لحظات حتى جاء سيدنا علي بنأبي طالب فقال أمير المؤمنين الفاروق عمر ( هنئوني .. رفئوني ) فقالوا بمنيا أمير المؤمنين ؟ قال بحفيدة رسول الله وابنة صهر رسول الله علي بن أبيطالب ..فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (كل نسب منقطع إلانسبي وسببي وصهري ) فكان لي به عليه السلام النسب فتزوج بابنتي حفصة فصارتأم المؤمنين .. واردت أن أجمع إليه الصهر .. فرفؤوه وبارك الصحابة لهزواجه رضي الله عنه .. وأمهر سيدنا عمر الفاروق أم كلثوم رضي الله عنهابأربعين ألفاً ودخل بها في ذي القعدة سنة السابع عشر من الهجرة .. وأنجبتله مولودين كالقمرين رقية .. وزيد رضي الله عنهم .. وظلت زوجته المحبة حتىقتل بمحراب رسول الله شهيداً بيد الكافر الملعون أبو لؤلؤة المجوسي ..فرضي الله عنك يا عمر .. وجمعنا معك بالجنة .. آمين يا رب العالمين . •ولقد وُلِـد للإمام علي بن أبي طالب بعد وفاة الزهراء رضي الله ولداً منزواجه الجديد في عهد خلافة عمر وبعد تزويجه إياه ابنته أم كلثوم ولداًفسماه ( عمر ) حباً في صهره وإكراماً له رضي الله عنه فصار أولاد سيدناعلي من الذكور الحسن والحسين ومحمد المشهور بابن الحنفية ـ وسوف نفرد لهبإذن الله مقالاً منفصلاً عن فضله ـ وعمر وأبو بكر .. وأما الإبن عثمان بنعلي بن أبي طالب وإخوته العباس وجعفر وعبد الله فقد قتلوا مع أخيهم الشهيدالحسين في فاجعة كربلاء على يد جند يزيد بن معاوية عليه من الله ما يستحق. • ومن الطرائف الجميلة ما جاء في بعض الروايات أنه بعد أن تزوج عمر بأمكلثوم كان الإمام علي يدخل إلى مجلس سيدنا عمر فيقول له السلام على أميرالمؤمنين فيمازحه رضي الله عنه ويرد عليه قائلا وعليك السلام يا عماه ..!وهو يكبر سيدنا علي بخمس عشرة سنة .. وكان الصحابة يضحكون من مزاحهم رضيالله عنهم وأرضاهم .. • وأما عن حفيد الإمام علي من ابنته أم كلثوم وهوزيـد بن عمر الخطاب فيروى عنه أنه لما كبر وشب كان من أجمل الناس وجهاًوخلقاً ولقد أُثِـر عنه يحدث أصحابه قائلاً : السبطان الحسن والحسينأخوالي فليرني أحدكم أخواله .. وكان يردد دوماً أنا ابن الخليفيتين ..فرضيالله عنه وأرضاه . • ولقد بكى سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عندما قُـتِلسيدنا عمر الفاروق بالمحراب وهو ساجد يصلي بالمسلمين وتأثر تأثراً عظيماًعلى فراق صهره وصاحبه وحبيبه وخليفته من بعد صديقنا الصديق أبو بكر رضيالله عنه .. ويروي الإمام أحمد بمسنده أن علياً جاء إلى عمر وهو مسجىًبثوبه وقد قضى نحبه .. فجاء عليٌ وكشف وجهه ثم بكى وقال ( رحمة الله عليكيا ابا حفص فوالله ما بقى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أحب إليّأن ألقى بصحيفته منك ) وجاء في كتاب الفتوحات الإسلامية ج2 ص429 أن علياًبكى بكاء مراً لفراق صاحبه الفاروق عمر فقيل له في ذلك البكاء الشديد فقال( كيف لا ابكي على موت عمر ؟ إن موت عمر ثُلمة في الإسلام لا ترتقِ إلىيوم القيامة ) . • تلك ديباجة سريعة .. اشتهت نفسي أن تعطر فيها قلوبالقراء لا أعينهم .. وتاقت روحي إلى ذكر آل البيت وأصهارهم الكرام .. وعسىالله أن يغفر لمحب آل البيت وأمهات المؤمنين والصحابة الكرام ..
الشريف النجار